والمغضوب عليهم: هم الذين أخذوا
العلم، وتركوا العمل.
والضالون: هم الذين أخذوا
العمل، وتركوا العلم، كالمتصوفة والعباد الجهال.
· والهدى والهداية على قسمين: ([1])
القسم الأول: الهدى بمعنى
الدلالة والإرشاد وبيان الحق، وهذه هداية عامة، والله هدى الناس جميعا بمعنى أنه
بين لهم الحق، ووضحه لهم؛ كما قال تعالى: ﴿فَٱسۡتَحَبُّواْ
ٱلۡعَمَىٰ عَلَى ٱلۡهُدَىٰ﴾ [فصلت: 17]، فهذه هداية
دلالة وإرشاد.
القسم الثاني: هداية التوفيق
للعمل بالحق والتمسك به، وهذه هداية خاصة لا تكون إلا لأهل الإيمان، ولا يملكها
إلا الله سبحانه وتعالى فلا يملك هداية القلوب إلا الله جل وعلا قال تعالى: ﴿إِنَّكَ
لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَهُوَ
أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ﴾ [القصص: 56].
وهداية الدلالة
والإرشاد يملكها الرسل والأنبياء، وأهل العلم، كلهم يدلون على الحق، ويبينونه،
ويبصرون به؛ ولهذا قال - تعالى - لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿وَإِنَّكَ
لَتَهۡدِيٓ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ ﴾ [الشورى: 52].
وربما يقول قائل: لماذا قال الله جل وعلا لنبيه في آية: ﴿وَإِنَّكَ لَتَهۡدِيٓ﴾، وقال في الآية الأخرى: ﴿إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ﴾، أليس هذا تعارضا؟!!
([1]) راجع أقسام الهداية فِي ((شفاء العليل)) لابن القيم (ص 65) ط. دار الفكر.