الجواب: ليس هذا تعارضا،
حاشا وكلا، بل قوله تعالى: ﴿وَإِنَّكَ
لَتَهۡدِيٓ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ﴾: يعني: تدل، وترشد، وتبين،
وقوله: ﴿إِنَّكَ
لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ﴾: يعني: لا تقدر على توفيق
الناس وقبولهم الحق، فهذا لا يقدر عليه إلا الله سبحانه وتعالى. فلا تعارض بين
الآيتين، وإنما تتعارض عند من لا علم عنده، أما البصير بالقرآن، والبصير بالعلم
فلا يتعارض عنده القرآن والسنة، فالقرآن لا يتعارض أبدا، والسنة لا تتعارض؛ لأنهما
تنزيل من حكيم حميد، ولكن الشأن في الذي يفهم، ويجمع بين الأدلة.
قوله: «ولا تك
بدعيا»:
هذا نهي، والبدعي
نسبة إلى البدعة، والبدعة: ما أُحْدِثَ في الدين مما ليس له أصل في كتاب الله، أو
سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
والله نهانا عن
الابتداع في الدين، والنبي صلى الله عليه وسلم حذرنا من الابتداع في الدين.
فالله جل وعلا يقول: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي﴾ [المائدة: 3]، فالدين كامل لا يحتاج إلى أن تضيف إليه أشياء تستحسنها أو تقلد فيها غيرك مما ليس عليه دليل من كتاب أو سنة؛ لتتقرب بها إلى الله؛ كالأذكار البدعية، والصلوات البدعية، وجميع أنواع التقرب إلى الله إذا لم يكن عليه دليل فهو بدعة، ولو كانت نية صاحبه حسنة، ويريد الأجر، ويريد الثواب، ولا يريد المخالفة، لكن رأى أن هذا فيه خير؛ فاستحسنه، وهو في الحقيقة ليس فيه خير، لو كان فيه خير لجاء