به الكتاب والسنة، ﴿وَمَا
كَانَ رَبُّكَ نَسِيّٗا﴾ [مريم: 64]، ﴿مَّا
فَرَّطۡنَا فِي ٱلۡكِتَٰبِ مِن شَيۡءٖۚ﴾ [الأنعام: 38]، فكل الخير
وكل الهداية في القرآن والسنة، فمن جاء بزيادة ليست في الكتاب والسنة؛ فهي بدعة
مردودة.
وقد قال صلى الله
عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1])، «مَنْ أَحْدَثَ
فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» ([2])، فلا يجوز الإحداث
في الدين، أو عمل شيء لم يأت به الرسول صلى الله عليه وسلم، ويتقرب به إلى الله!
هذا بدعة، وكل بدعة ضلالة.
والبدعة في اللغة: ما أحدث على غير
مثال سابق؛ كأن تقول: هذا الشيء بديع، يعني: جديد، والله جل وعلا يقول: ﴿بَدِيعُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ
وَٱلۡأَرۡضِۖ﴾ [البقرة: 117]، أي
مُحْدِثُهما عَلَى غيرِ مِثالٍ سَبَقَ، ويقولُ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم: ﴿قُلۡ مَا
كُنتُ بِدۡعٗا مِّنَ ٱلرُّسُلِ﴾ [الأحقاف: 9]، يَعنِي: مَا
أنا أوَّلُ رَسولٍ، بلْ قَبلِي رُسُلٌ كَثِيرونَ، فأنا لَسْتُ بِدْعًا، يعنِي:
جَدِيدًا لم يَسْبِقْ مِثْلِي فِي الأُمَمِ السَّابِقَةِ، فكيفَ تُنْكِرونَ عليَّ
أَنَّي رَسُولُ اللهِ، وقَبْلِي رُسُلٌ كثيرونَ؟!
أَمَّا البِدْعَةُ
فِي الشَّرْعِ: فهي ما أُحْدِثَ فِي الدِّينِ مِمَّا ليسَ مِنهُ، وليسَ له دليلٌ مِن
كِتابِ اللهِ، أَو سُنَّةِ رَسُولِه صلى الله عليه وسلم.
والبِدَعُ ليسَ فِيها
خَيْرٌ، فَهِيَ تُبْعِدُ عَنِ اللهِ، وتُغْضِبُ اللهَ عز وجل أَمَّا السُّنَن
فإنَّها خَيْرٌ كُلُّها، يَرضاها اللهُ، ويُحِبُّها، ويُثِيبُ عليها.
كما أنَّ اللهَ تَعالَى يُبغِضُ البِدَع، ويُبغِضُ أَهْلَها، ويُعاقِبُ عليها.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1718).