فآدمُ احتجَّ عَلَى
موسى عليهما السلام بالقَضاءِ والقَدَر، والاحتِجاجُ بالقَضاءِ والقَدَر عَلَى
المَصائِب مَشرُوع؛ ولِهَذا قال صلى الله عليه وسلم: «وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ
فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَذَا لَكَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قَدَّرَ
اللَّهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ» ([1]).
فيحتَجُّ بالقضاء
والقدر على المُصِيبَة؛ لأنَّه ليس لك فيها اختِيَارٌ، وإنَّما هي فِعلُ الله.
أمَّا المَعصِيَة
فإِنَّها فِعْلُك أنت فلا تَحتَجَّ بالقَضاءِ والقَدَر.
ولِهَذا قال
العُلَماء: يُحتَجُّ بالقَضاءِ والقَدَر عَلَى المَصائبِ، ولا يُحتَجُّ به عَلَى
المَعائِبِ ([2]). وهذا هو الفَصلُ
فِي هَذِه المَسأَلَة العَظِيمَة.
قَولُ النَّاظِم رحمه الله تعالى: «وبالقَدَرِ
المَقدُور»: من الله جل وعلا.
«أَيقِنْ»: أي: آمِنْ به واعتَقِدْ.
«فإنَّه دِعامَة»: دِعامَة، يَعنِي:
رُكن، والإِيمانُ به هو الرُّكنُ السَّادِس من أَركانِ الإِيمانِ.
قَولُه: «عَقْد
الدِّينِ»؛ لأنَّ الدِّينَ ثلاثُ مَراتِبَ:
1- مَرتَبَة الإِسلامِ،
بأَركانِه الخَمسَةِ.
2- ومَرتَبَة
الإِيمانِ، بأَركانِهِ السِّتَّة.
3- ومَرتَبَة الإِحسانِ، وهو رُكْن واحِدٌ.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2667).