الجَوابُ: هَذِه الكِتابَة
تَفصِيل للكِتابَة السَّابِقَة، وهي مَأخُوذَة من الكِتابَة السَّابِقَة الَّتي
فِي اللَّوحِ المَحفُوظ.
وجاء - أَيضًا - فِي
لَيلَة القَدْر: أنَّ الله يقدَّرُ ما يَجرِي فِي السَّنَة من حَياةٍ أو موت، أو
جَدْب أو خِصْب، أو رِخَص الأَسعارِ أو غَلاء الأسعار، أو الحُروبِ، وغَيرِ ذَلِكَ
([1])، هَذَا كلُّه فِي
لَيلَة القَدرِ، ولِذَلِكَ سُمِّيت بلَيلَة القَدْر؛ لأنَّه يقدِّر فيها ما يَجرِي
فِي السَّنَة: ﴿فِيهَا
يُفۡرَقُ كُلُّ أَمۡرٍ حَكِيمٍ﴾ [الدخان: 4].
فالجَوابُ عن ذَلِكَ - كَمَا سَبَق -:
أنَّ الكِتابَة فِي لَيلَة القَدْر مَأخُوذة من الكِتابَة العامَّة فِي اللَّوحِ
المَحفُوظ ([2])، فلا تَنافِيَ ولا
تَعارُضَ بين الأَدِلَّة.
ويدلُّ عَلَى
هاتَينِ الدَّرَجتَيْن «العِلمُ، والكِتابَة» قَولُه تَعالَى: ﴿مَآ
أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ
مِّن قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَآۚ﴾ [الحديد: 22]، ﴿
نَّبۡرَأَهَآۚ﴾: يعني: نُوجِدُها
ونَخلُقُها، فدلَّ عَلَى أنَّ كلَّ ما يَجرِي من المَصائِبِ أنَّه مَكتُوب فِي
اللَّوحِ المَحفُوظ.
المَرتَبَة الثَّالِثَة: مَرتَبَة المَشِيئة والإِرادَة.
([1]) قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في قَولِه تَعالَى: ﴿فِيهَا يُفۡرَقُ كُلُّ أَمۡرٍ حَكِيمٍ﴾ قال: ((فِي ليلة القدر يفصل عن اللوح المحفوظ إلى الكَتَبة أمر السَّنَة، وما يكون فيها من الآجال والأرزاق، وما يكون فيها إلى آخرها. وهكذا روي عن ابن عمر وأبي مالك ومجاهد والضحاك وغير واحد من السَّلف)). اهـ. انظر: ((تفسير القرآن العظيم)) (12/334) ط. مؤسسة قرطبة.