×
شرح المَنظُومَةُ الحائِيَّة

قَولُه: «وذُو العَرشِ يَصفَحُ»: يعني: يَغفِر؛ كما فِي قَولِه تَعالَى: ﴿وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُ [النساء: 48].

وفِي الحديث القدسيِّ: «لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَْرْضِ خَطَايَا، ثُمَّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكْ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً» ([1])؛ فإذا كان من أهل التَّوحيد ولم يُشرِك، وإنَّما عِندَه معاصٍ دون الشِّرك، فهذا يَطمَع فِي مَغفِرة الله عز وجل.

وقال تَعالَى: ﴿ قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ [الزمر: 53]، قد يَغفِر لهم، وقد يُعَذِّبُهم بذُنوبِهِم، لكنْ لا يخلِّدهم فِي النَّار.

هذا هو المَذهَب المُعتَدِل بين الإِفراطِ والتَّفريطِ فِي أَصحابِ المَعاصِي.

***


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (3540)، وابن ماجه رقم (4248).