×
شرح المَنظُومَةُ الحائِيَّة

وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي تَارِكٌ فِيكُم مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي: كِتابَ اللَّهِ وسُنَّتِي» ([1]).

فلا يجوز أن نأخُذ من الأقوالِ ما نَشتَهِي أو يُوافِقُ رَغَباتِنا، أو أَهواءَنا، أو نقول: هَذَا أوسَعُ للنَّاسِ وأَيسَر للنَّاس، والمُرونَة مَطلُوبة!

فهذا كلام باطِلٌ، كما يَقُولُه كثيرٌ من الكُتَّاب اليومَ وأَصحابُ الأهواءِ، ويقولون: الاختِلافُ رَحمَة!

ونقول: الاختِلافُ ليس برَحمَة، الاجتِماعُ هو الرَّحمَة والاتِّفاقُ هو الرَّحمَة، أمَّا الاختِلافُ فإنَّه عذابٌ وشرٌّ؛ كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «الخِلافُ شَرٌّ» ([2]).

فالاختِلافُ مَوجُود، ولكِنْ ليس معنى ذَلِكَ أن نَقُول: هَذَا من سَعَة الدِّين؛ لأنَّ الدِّين ليس فِي أَقوالِ العُلَماء، إنَّما الدِّين بالدَّليل، قال تَعالَى: ﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ [النِّساء: 59] هَذَا هو المِيزانُ الَّذي بين أيدينا، لم يَكِلْنا الله للخِلافِ أو إلى رأيِ فلانٍ وقَولِ فلانٍ، بل أَمَرنا بأن نَرجِعَ إلى المِيزانِ، وهو: الكِتابُ والسُّنَّة.


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (3788)، والطبراني في المعجم الكبير رقم (2749)، والطبراني في المعجم الصغير رقم (376).

([2])  أخرجه: أبو داود (1960)، والبيهقي فِي ((السنن الكبرى)) رقم (54369)، وأبو يعلى رقم (5377)، والطبراني في المعجم الاوسط رقم (6637).