الحديث الثاني
والثلاثون
عَنْ أَبِي سَعيدٍ
سَعْدِ بنِ مَالِكِ بنِ سِنانٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه أنَّ رسُولَ اللهِ صلى
الله عليه وسلم قالَ: «لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ». حديثٌ حسنٌ، رواهُ ابنُ ماجةَ
والدَّارقُطْنيُّ وغيرُهما مُسنَداً، ورواهُ مالكٌ في المُوطَّأِ مُرْسلاً عن
عَمرِو بنِ يَحْيَى عن أَبِيه عنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فأَسْقَطَ أبا
سَعيدٍ، وله طُرُقٌ يُقَوِّي بَعضُها بَعضًا([1]).
هذا الحديثُ مِن
ناحِيَةِ السَّندِ رُوِيَ من طريقَيْنِ:
الأوَّلُ: طريقٌ مُسنَدٌ، أي:
مرفوعٌ إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.
الثَّاني: طريقٌ مُرسلٌ، لم
يُذكَرْ فيه الصَّحابيُّ، وهو أبو سعيدٍ.
فالمُرسلُ: ما رواهُ
التَّابعيُّ عنِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، والمُسندُ: ما رواهُ الصَّحابيُّ
عنِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم. والحديثُ قويٌّ بمَجموعِ أسانِيدِه، كما ذَكَرَ
المُؤلِّفُ، وذكَرَ أنَّ له طُرقًا كثيرةً يُقوِّي بَعضُها بَعضًا.
قولُه: «لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ» قيلَ: لا فَرْقَ بينَهما، وأنَّ الضِّرارَ بمَعنى الضَّررِ، ولكنَّه كَرَّرَ من بابِ التَّأكيدِ، والضَّررُ: هوَ ما يُؤْذي الإنسانَ ممَّا فيه أذًى أو نَقصٌ، والمطلوبُ أنَّ الإنسانَ يَنفَعُ ولا يَضرُّ؛ يَنفعُ نَفْسَه، ويَنفَعُ النَّاسَ، ولا يَضرُّ نَفْسَه ولا يَضرُّ أحدًا، فضِدُّ الضَّررِ النَّفعُ.
الصفحة 1 / 276