الحديث الخامس
عن أمِّ المؤمنين
أمِّ عبدِ اللهِ عائشة رضي الله عنها قالت: قال رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم:
«مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ». رواه
البخاري ومسلم([1]).
وفي روايةٍ
لمُسلِم «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»([2]).
قال: «عن أمِّ
المؤمنين أمِّ عبدِ اللهِ عائشة رضي الله عنها» هي أمُّ عبدِ الله، أمُّ
المؤمنين عائشةُ بنتُ أبي بكرٍ الصِّدِّيق، وهي ليس لها أولاد، ولكنَّها كُنِيتْ بأمِّ
عبدِ الله؛ لأنَّها خالةٌ لعبدِ اللهِ بنِ الزُّبَير فكُنِيت به؛ لأنَّ الخالةَ
بمنزلةِ الأُمِّ، وهي الصِّدِّيقةُ بنتُ الصِّدِّيق أحبُّ أزواجِ النَّبيِّ صلى
الله عليه وسلم إليه.
قالت: «قال
رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ
مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ»، قوله: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا» أي في
شَرْعِنا، و«أَحْدَثَ» يعني: أوجَد عِبادةً لم يكُن لها دليلٌ من كتابِ
اللهِ وسُنَّة رسولِه صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّ العباداتِ توقيفيَّة لا يعمل
إلاَّ بما دلَّ عليه الدَّليلُ منها، أمَّا ما لم يدُلّ عليه دليلٌ فإنَّ اللهَ لم
يُشرِّعْه، ومَن تَقرَّب إلى اللهِ بشيءٍ لم يُشرِّعْه فهو مُبتدِع مُحدِثٌ في
الدِّينِ ما ليس منه، وعملُه مردودٌ عليه لا يقبل عندَ اللهِ سبحانه؛ لأنَّ
العبادةَ وسائرَ الأعمالِ لا تصِحُّ إلاَّ بشَرْطين:
الأوَّل: الإخلاصُ لله عز وجل.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2679)، ومسلم رقم (1718).
الصفحة 1 / 276