×
المِنحَةُ الرَّبانيَّةُ في شَرحِ الأربَعينَ النَّوَويَّةِ

الحديث الثاني عشر

عنْ أبي هُريرةَ - رضِي اللهُ تعالى عنه - قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ» حديثٌ حسَن، رواهُ التِّرمذِي وغيرُه وهكذا([1]).

 

هذا الحَديثُ رواه التِّرمذيُّ وغيرُه، وقال: حديثٌ حسَن. والحديثُ الحسَن: هو ما دُونَ مَرْتبةِ الصَّحيح، وبعضُ العُلماءِ يُدخلُه في الصَّحيح ويَجعلُه ممَّا يُحتجُّ به، لكنَّ الصَّحيحَ أرفعُ منه من حيثُ ضبطِ الرَّاوي، وأمَّا الحَسَن فقد يكونُ في رَاويهِ خِفَّة الضَّبط، وهذا يُنزِلُه عن مَرتبةِ الصَّحيح، وإلاَّ فهو نَوعٌ من الصَّحيحِ، وبعدَه الحديثُ الضَّعيف.

قوله صلى الله عليه وسلم: «مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ الْمَرْءِ» أي من تَمَامِ دينِه، فدلَّ على أنَّ الدِّينَ يكونُ تامًّا، ويكونُ ناقِصًا بحَسبِ تَصرُّفاتِ صاحبِه، والمُسلمُ يَهتمُّ بإكمالِ دِينِه ويحذر ممَّا يُنقِصُه.

قوله صلى الله عليه وسلم: «تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ» وممَّا يُنقِصُ دينَ الإنسانِ أنَّه يَتدخَّلُ فيما ليسَ من شُؤونِه وما ليسَ من اخْتِصاصِه، ولم يُوكَلْ إليه، لاَ من ناحيةِ الشَّرْع، ولا من نَاحيةِ الخَلْق، والَّذي يَنبغي على الإنسانِ أن يَعتنيَ بدينِه ولا يَعتني بما ليسَ له فيه فائدة، أو ليسَ مُكلَّفًا بالبَحث فيه،


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2317)، وابن ماجه رقم (3976)، وأحمد رقم (1732)، وابن حبان رقم (229).