×
المِنحَةُ الرَّبانيَّةُ في شَرحِ الأربَعينَ النَّوَويَّةِ

الحديث الثالث والعشرون

عَنْ أَبِي مَالِكٍ الحارِثِ بنِ عاصِمٍ الأشعريِّ رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الطُّهُورُ شَطْرُ الإِْيمَانِ، وَالْحَمْدُ لِلهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلهِ تَمْلآَنِ - أَوْ تَمْلَأُ - مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَْرْضِ، وَالصَّلاَةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا». رواهُ مُسلمٌ([1]).

 

هذا حديثٌ عظيمٌ فيه بَيانُ كَثرةِ خِصالِ الخَيرِ، وأعمالِ البِرِّ.

قوْلُه صلى الله عليه وسلم: «الطُّهُورُ شَطْرُ الإِْيمَانِ» الطُّهورُ: بضمِّ الطَّاءِ، أي التَّطهُّرُ، مَصدَرُ مِن طَهُرَ يَتطهَّرُ، ومعناهُ التَّطهُّرُ منَ الحَدثِ والنَّجَسِ، وأمَّا الطَّهورُ بالفَتحِ فهُو مادَّةُ التَّطهيرِ، وهيَ الماءُ، أو التُّرابُ عندَ فَقْدِ الماءِ، هذا يُسَمّى الطَّهورَ.

والتَّطهُّرُ نَوعانِ:

تطهُّرٌ حِسِّيٌّ منَ الأحداثِ والأنْجاسِ بالماءِ.

وتَطهُّرٌ مَعنويٌّ منَ الذُّنوبِ والمَعاصي والسَّيِّئاتِ.

قوْلُه صلى الله عليه وسلم: «شَطْرُ الإِْيمَانِ» يعني: نِصْفَ الإيمانِ، قيلَ: المُرادُ بالطُّهورِ هنا الطُّهورُ الحِسّيُّ، وهو الطَّهارَةُ من الأحداثِ والأنجاسِ،


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (223).