الحَديث السابع عشر
عَنْ أَبِي
يَعْلَى شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
قالَ: «إِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِْحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ
فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ،
وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ». رواه مسلم([1]).
قولُه صلى الله عليه
وسلم: «إِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِْحْسَانَ» كتبَ يعني أوجَبَ، واللهُ
تَعالى أوجَبَ الإحسانَ على كلِّ شيءٍ ومِنه هذهِ المسائلُ: «فَإِذَا
قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ».
والإحسانُ يكونُ
بينَ العَبدِ وبينَ ربِّه، وبينَ العبدِ وبينَ النَّاسِ، وبينَ العبدِ وبينَ
البَهائمِ.
أمَّا الإحسانُ بينَ العبدِ وبينَ ربِّه فهُوَ أعْلَى مَراتبِ الدِّينِ، وذلك بأنْ يَعبُدَ ربَّه كأنَّهُ يُشاهِدُه، ولا يُشرِكُ به شَيئًا ويخافُه ويَرجُوه، وقد سبقَ في حديثِ جِبريلَ أنَّه سألَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم عنِ الإحسانِ فقالَ له: «الإِْحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ، فَإِنَّهُ يَرَاكَ»([2]) هذا إحسانٌ بينَ العَبدِ وبينَ ربِّه، ومَعناهُ إتقانُ العِبادةِ، يُقالُ: أحسَنَ الشَّيءَ إذا أتقَنَهُ، أحسنَ الصِّنعةَ إذا أتقَنَها، فأنتَ تُتْقِنُ العبادةَ فيما بينَك وبينَ اللهِ عز وجل بالإخلاصِ للهِ سُبحانه، والمتابعةِ للرَّسولِ صلى الله عليه وسلم.
الصفحة 1 / 276