×
المِنحَةُ الرَّبانيَّةُ في شَرحِ الأربَعينَ النَّوَويَّةِ

الحديث الثامن عشر

عَن أَبِي ذرٍّ جُندُبِ بنِ جُنادَةَ، وأَبِي عبدِ الرَّحمنَ معاذِ بنِ جبلٍ رضي الله عنهما عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ». رواه التِّرمذيُّ وقالَ: «حَدِيثٌ حَسَنٌ»، وفي بعضِ النُّسخِ: «حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ»([1]).

 

الفَرقُ بينَ الحديثِ الصَّحيحِ والحديثِ الحسنِ: أنَّ الصَّحيحَ أقْوَى منَ الحسنِ، فالصَّحيحُ: هو ما رواهُ عَدْلٌ تامُّ الضَّبطِ من بِدايةِ السَّندِ إلى نِهايَتِه، معَ السَّلامةِ منَ الشُّذوذِ والعِلَلِ، والحسنُ: هو ما رواهُ عدْلٌ خفيفُ الضَّبطِ، فيَختلِفُ من جِهةِ الضَّبطِ فقط، وإلاَّ فالحسنُ من قِسمِ الصَّحيحِ، إلاَّ أنَّه أقلُّ درجةً منَ الصَّحيحِ لمَا فيه مِن خِفَّةِ ضبطِ بعضِ رُواتِه.

وقوْلُه: «(حَسَنٌ صَحِيحٌ» يعني: أنَّه يرويهِ من طَريقَيْنِ: طريقٌ صحيحٌ، وطريقٌ حسنٌ، هذا أقرَبُ ما قيلَ في شرحِ هذه الكَلمةِ.

وهذا الحديثُ فيه ثلاثُ كلماتٍ، كلُّ كلمةٍ وصيَّةٌ مستقلَّةٌ، وهو مَنهجٌ للمُسلمِ يسيرُ عليه في حياتِه وتَعامُلِه معَ اللهِ، وتَعامُلِه معَ نَفْسِه، وتَعامُلِه معَ النَّاسِ.


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (1987)، والدارمي رقم (2833)، وأحمد رقم (21354).