الحديث الرابع عشر
عن ابنِ مسعود رضي
الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ
مُسْلِمٍ إلاَّ بِإِحْدَى ثَلاَثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالنَّفْسُ
بِالنَّفْسِ، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ» رواه
البُخارِيُّ ومُسْلم([1]).
جاء الإسلامُ بالضَّرُورَاتِ الخَمسِ، وهي:
حفظُ الدِّينِ: بقتلِ المُرتدِّ
الذي يَتَلاعب بالدِّين.
حفظُ العقلِ: بحفظِه
من كلِّ ما يضرُّه من المُسكِرات والمُخدِّرات.
حفظُ النَّفسِ: بالقَصَاص من
القَاتل.
حفظُ المَال: بقَطْع يدِ
السَّارقِ، وقاطعِ الطَّريق.
وحفظُ العِرْض: بجَلدِ القَاذِفِ
الَّذي يقذِفُ المسلمَ بالزِّنا، أو فعَلَ الفاحشةَ فإنَّه يُجلَدُ ثَمانين
جَلدةً، إلاَّ أنْ يأتيَ بأربعةِ شُهُودٍ يُثبتُون ما يقول، وإلاَّ فإنَّه يُجلَد،
وهذا حِفظٌ لأعرَاضِ المسلمين، وفيه حِفظُ النَّسل؛ لأنَّ الزِّنا يَخلِطُ
الأنساب، ويُسبِّبُ الأمراضَ، ويَذهَبُ بالحَيَاء، فخَطرُه عَظِيم.
فهذه الضَّروراتُ جاء الإسلامُ بحِفظِها؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: «لاَ يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ» فمَن شهِد أن لا إله إلاَّ الله وأنَّ محمَّدًا رسولُ الله، فإنَّه دخلَ في الإسلامِ وحرُم دمُه ومالُه،
الصفحة 1 / 276