الحديث الثامن
والثلاثون
عَنْ أَبِي هُريرةَ
قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى قَالَ:
مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ
عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُه عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ
عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا
أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ
بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ
سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَ بي لَأُعِيذَنَّهُ». رواهُ
البُخاريُّ([1]).
وليُّ اللهِ: هوَ المُؤمنُ التَّقيُّ، كما قال تعالى: ﴿أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [يونس: 62]، ثمَّ بَيَّنَهم فقالَ: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾ [يونس: 63]، فأولياءُ اللهِ: همُ المُؤمِنونَ المُتَّقُون، فكُلُّ مُؤمنٍ تَقيٍّ فهو وليٌّ للهِ عز وجل، ووِلايةُ اللهِ هي مَحبَّتُه لعَبدِه، ونُصرَتُه إيَّاهُ، وأنْ يكونَ مَعه سبحانه وتعالى، يُناصِرُه ويُعينُه ويُسدِّدُه ويُحبّهُ، فالوَلايَةُ بفَتحِ الواوِ: المَحبَّةُ والنُّصرَةُ والتَّأييدُ، واللهُ جل وعلا يقول: ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النَّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ﴾ [البقرة: 257]، ويقول -سبحانه-: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا﴾ [المائدة: 55]، فالوَلايةُ ليستِ ادِّعاءً، وليسَ كُلُّ مَن قيلَ: إنَّه وَليٌّ يكون وَليًّا للهِ، إنَّما قد يكونُ وليًّا للشَّيطانِ،
الصفحة 1 / 276