×
المِنحَةُ الرَّبانيَّةُ في شَرحِ الأربَعينَ النَّوَويَّةِ

الحديث الأول

عَن أميرِ المُؤمنينَ أبي حَفصٍ عمرَ بنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إِنَّمَا الأَْعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ». رواهُ إمَامَا المُحدِّثِينَ أبو عبدِ اللهِ محمَّدُ بنُ إسماعيلُ بنِ إبراهيمَ بنِ المُغيرةِ بنِ بَردِزْبَه البُخاريُّ، وأبو الحَسيْنِ مُسلمُ بنُ الحجَّاجِ بنِ مُسلمٍ القُشيريُّ النَّيْسابوريُّ في صَحيحَيْهِما اللَّذيْنِ هُما أصحُّ الكُتبِ المصنَّفةِ([1]).

 

بدأَ المُؤَلِّفُ رحمه الله هَذهِ الأَحَاديثَ بِحَدِيثِ عُمرَ بنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه، وَهُوَ مُتَّفَقٌ عَلَى صَحَّتِه، رواهُ الإِمَامُ البُخاريُّ فِي صَحيحِه، وَرَواهُ الإِمامُ مُسلِمٌ فِي صَحيحِهِ، فَهُو مُتَّفَقٌ عَليهِ، وَالمُتَّفَقُ عَليهِ بينَ الإِمَامَينِ البُخارِيِّ وَمُسلمٍ هُوَ أَصَحُّ الأَحاديثِ فِي سُنَّةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَصَدَّرَ المؤَلِّفُ رحمه الله مُؤَلَّفَهُ بِهَذَا الحَديثِ للتَّذْكِيرِ بِالنِّيَّةِ، وأَنَّ المؤلِّفَ وَغَيْرَهُ مِن كُلِّ مَن يَقُومُ بِعَملٍ صَالحٍ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ صَادِرًا عَن نِيَّةٍ خَالِصَةٍ للهِ عز وجل، كما أَنَّ الإِمامَ البُخَارِيَّ رحمه الله صَدَّرَ صَحِيحَهُ بِهَذَا الحَديثِ تَذْكِيرًا بِالنِّيَّةِ، وَأَنَّ المؤلِّفَ وَغَيْرَهُ يَجِبُ أَنْ يَتَذَكَّرَ هَذَا الحَديثَ عِندَ كُلِّ عَملٍ يَعْملُه فَيُخْلِصُه للهِ عز وجل لِئَلاَّ يَكُونَ عَمَلُهُ تَعَبًا بِلاَ فَائدةٍ.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1)، ومسلم رقم (1907).