الحديث الثامن
عن ابنِ عُمر -
رضِي اللهُ تعالى عنهما - قال: قال: رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ
أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ وَأَنَّ
مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا
فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إلاَّ بِحَقِّ
الإِْسْلاَمِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ» [رواه البُخَارِيُّ
ومُسْلِم]([1]). [8]
***
قولُه صلى الله عليه
وسلم: «أُمِرْتُ» أي أمرَنِي اللهُ سبحانه وتعالى، فإنَّ الرَّسولَ صلى الله عليه وسلم
يَأتَمِرُ بأوامرِ الله، وهو مُبلِّغٌ عن الله سبحانه وتعالى؛ وكذلك سائرُ
الأنبياءِ والمرسلين، إنَّما هم مُبلِّغونَ عن الله سبحانه وتعالى فيما يَأمُرُهم
به، وفيمَا يَنهَاهُم عنه، فهُم الوَاسِطةُ بينَ اللهِ وبينَ خَلقِه في تَبليغِ
الرِّسَالة.
قوله: «أَنْ
أُقَاتِلَ النَّاسَ» يعني: الكُفَّار.
قوله: «حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ» أي: حتَّى يدخُلوا في دينِ الإسلام؛ لأنَّه دينُ اللهِ الذي اختارَه لعبادِه، فلا دينَ سِواه، قال اللهُ تعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ﴾ [آل عمران: 19]، و﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ﴾ [آل عمران: 85]، فلا دينَ إلاَّ الإسلام، الذي جاءتْ به الرُّسُل - صَلَواتُ اللهِ وسلامُهُ عليهم - إلى أنْ بعثَ اللهُ مُحمدًا صلى الله عليه وسلم فصارَ الإسلامُ يُطلَق على ما جاء به عليه الصلاة والسلام.
الصفحة 1 / 276