الحديث السابع
عن أبي رُقْيةَ
تميمٌ بنُ أوسٍ الدَّاري رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:
«الدِّينُ النَّصِيحَةُ» قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: «لِلهِ وَلِكِتَابِهِ
وَلِرَسُولِهِ وَلأَِئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ». رواه مسلم([1]).
وجاء في رواية أخرى أنّ
النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «الدِّينَ النَّصِيحَةُ، الدِّينَ
النَّصِيحَةُ، الدِّينَ النَّصِيحَةُ»([2]) كرّره ثلاثًا من
باب التّأكيد.
ومعنى النّصيحة: الخلوص، يقال: شيء
ناصح يعني: خالص من الغشّ، ويقال: عسل ناصح، ولبن ناصح، يعني: خالص من الغشّ
والأخلاط الرّديئة.
وهكذا دين الإسلام،
فإنّه خالص من كلّ باطل، ومن كلّ خداع ومكر وغش وخيانة، فهو دين خالص، دين صاف، وكذلك
المسلم يستوي ظاهره وباطنه على النّصيحة والسّلامة من الأخلاق السّيّئة والخيانة
والغدر، وغير ذلك، أمّا الذي يغشّ أو يخدع أو يمكر أو يختلف ظاهره عن باطنه فهذه
الخصال ليست من الدّين، والنّبيّ صلى الله عليه وسلم حصر الدّين في النّصيحة، وحصر
الشّيء يقتضي أن لا يدخل فيه غيره.
ولمّا سأل الصّحابة - رضوان الله عليهم - النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن النّصيحة، وقالوا: «لِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟» قال: «لِلهِ»، فأوَّلُ شيءٍ أن تكونَ
([1]) أخرجه: مسلم (55).
الصفحة 1 / 276