عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ
رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، لَهُ
شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ، يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ إلاَّ وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ
عِنْدَهُ»([1]).
زَادَ مُسْلِمٌ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: «مَا مَرَّتْ
عَلَيَّ لَيْلَةٌ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ
ذَلِكَ، إلاَّ وَعِنْدِي وَصِيَّتِي»([2]).
*****
في هذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: «مَا
حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ»؛ يعني: لا يجوز له، ولا يليق به «يَبِيتُ
لَيْلَتَيْنِ، إلاَّ وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ».
قال ابن عمر رضي الله عنهما:
«فَوَاللهِ مَا مَرَّتْ عَلَيَّ لَيْلَةٌ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى
الله عليه وسلم يَقُولُ ذَلِكَ، إلاَّ وَعِنْدِي وَصِيَّتِي»؛ عملاً
بالحديث.
فهذا هو الذي في
الوصية الواجبة، أن يوصي بما له وما عليه وما عنده من الودائع للناس؛ لأنه لو لم
يوصِ بها ضاعت.
ففي هذا الحديث:
أولاً: تَذَكُّر الموت،
وأن الإنسان لا يستبعد الموت، ما يقول: أنا الآن شاب، أنا متعافٍ. ما يستبعد
الموت، أنا لست في خطر. ما يستبعد الموت أنه يأتيه في أي لحظة؛ فلذلك يبادر بما
يُبرئ ذمته من حقوق الناس. ففي هذا تَذَكُّر الموت، والعمل للاستعداد له.
ثانيًا: فيه وجوب الوصية بما له وما عليه.