×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

بَابُ: الهَدْيِ

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «فَتَلْتُ قَلاَئِدَ هَدْيِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ أَشْعَرْتُهَا، وَقَلَّدَهَا - أَوْ: قَلَّدْتُهَا - ثُمَّ بَعَثَ بِهَا إِلَى الْبَيْتِ. وَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ، فَمَا حَرُمَ عَلَيْهِ شَيْءٌ كَانَ لَهُ حِلًّا»([1]).

*****

الهَدْي والهَدِيَّة معناهما: ما يُهْدَى إلى البيت.

الهَدْي معناه هنا: ما يُهْدَى إلى البيت تقربًا إلى الله جل وعلا.

وهو ينقسم إلى قسمين: هَدْي تطوع. وهَدْي واجب.

والهَدْي الواجب ينقسم إلى:

1- هَدْي نُسُك؛ كهَدْي التمتع والقِران.

2- هَدْي جُبْران، وهو ما كان عن ترك واجب، أو فِعل محظور.

هذا الحديث يدل على: مشروعية الهَدْي إلى البيت، وإن لم يكن واجبًا، فيُستحَب للإنسان أن يُهْدِي تقربًا إلى الله سبحانه وتعالى.

وفيه دليل: على أن الهَدْي يُقَلَّد؛ يعني: يُجْعَل في رقابه قلائد حتى يُعْرَف أنه هَدْي، فلا يُتعرَّض له.

قال الله جل وعلا: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُحِلُّواْ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ وَلَا ٱلشَّهۡرَ ٱلۡحَرَامَ وَلَا ٱلۡهَدۡيَ وَلَا ٱلۡقَلَٰٓئِدَ [المائدة: 2]، والقلائد المراد بها: ما يُقَلَّد في رقاب الهدي من البقر أو من الغنم أو من الإبل، فيُجعل في رقابه قلائد حتى يُعْرَف أنه هَدْي، فلا يُتعرض له حتى يبلغ مَحِله.


الشرح

([1]) أخرجه: البخاري رقم (1699)، ومسلم رقم (362).