بَابُ: الهَدْيِ
عَنْ عَائِشَةَ
رضي الله عنها قَالَتْ: «فَتَلْتُ قَلاَئِدَ هَدْيِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه
وسلم ثُمَّ أَشْعَرْتُهَا، وَقَلَّدَهَا - أَوْ: قَلَّدْتُهَا - ثُمَّ بَعَثَ
بِهَا إِلَى الْبَيْتِ. وَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ، فَمَا حَرُمَ عَلَيْهِ شَيْءٌ
كَانَ لَهُ حِلًّا»([1]).
*****
الهَدْي والهَدِيَّة
معناهما: ما يُهْدَى إلى البيت.
الهَدْي معناه هنا: ما يُهْدَى إلى
البيت تقربًا إلى الله جل وعلا.
وهو ينقسم إلى
قسمين: هَدْي تطوع. وهَدْي واجب.
والهَدْي الواجب
ينقسم إلى:
1- هَدْي نُسُك؛
كهَدْي التمتع والقِران.
2- هَدْي جُبْران،
وهو ما كان عن ترك واجب، أو فِعل محظور.
هذا الحديث يدل على: مشروعية الهَدْي
إلى البيت، وإن لم يكن واجبًا، فيُستحَب للإنسان أن يُهْدِي تقربًا إلى الله
سبحانه وتعالى.
وفيه دليل: على أن الهَدْي
يُقَلَّد؛ يعني: يُجْعَل في رقابه قلائد حتى يُعْرَف أنه هَدْي، فلا يُتعرَّض له.
قال الله جل وعلا: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُحِلُّواْ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ وَلَا ٱلشَّهۡرَ ٱلۡحَرَامَ وَلَا ٱلۡهَدۡيَ وَلَا ٱلۡقَلَٰٓئِدَ﴾ [المائدة: 2]، والقلائد المراد بها: ما يُقَلَّد في رقاب الهدي من البقر أو من الغنم أو من الإبل، فيُجعل في رقابه قلائد حتى يُعْرَف أنه هَدْي، فلا يُتعرض له حتى يبلغ مَحِله.
الصفحة 1 / 779