بَابُ: الرَّهْنِ وَغَيْرِهِ
*****
«الرهن»: مأخوذ مِن رَهَن
بالمكان، إذا أقام فيه وبقي فيه. والماء الراهن: هو الماء الراكد الذي لا
يجري. فالرهن: هو الثبوت والاستمرار.
والمراد به هنا: توثيق الدُّيون.
الرهن: هو توثيق دَين بعين يمكن استيفاؤه منها أو من ثمنها. هو توثيق.
والله أَمَر
بالكتابة: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيۡنٍ
إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى فَٱكۡتُبُوهُۚ﴾ [البقرة: 282]، هذا توثيق، الكتابة في
الدُّيون.
ثانيًا: أَخْذ الرهن في
الديون، هذه وثيقة ثانية: ﴿وَإِن كُنتُمۡ عَلَىٰ سَفَرٖ وَلَمۡ تَجِدُواْ كَاتِبٗا فَرِهَٰنٞ مَّقۡبُوضَةٞۖ﴾ [البقرة: 283]، وفي رواية: ﴿فرُهُن﴾ جمع رَهْن، ﴿فرُهُنٌ
مقبوضة﴾.
فالرهن: وثيقة يتخذها
الدائن عنده حتى يُسَدَّد له دينه.
أما إذا عَجَز
المدين أو ماطل في التسديد، فإنه يُرجع إلى الرهن: فإن كان من جنس الدين فإنه يؤخذ
الدَّين من الرهن. وإن كان من غير جنسه فإنه يباع الرهن ويُسدَّد الدَّين من
قيمته، وإن بقي شيء فإنه يُعطَى للراهن؛ أي: لصاحبه.
والآية: ﴿وَإِن كُنتُمۡ عَلَىٰ سَفَرٖ وَلَمۡ تَجِدُواْ كَاتِبٗا فَرِهَٰنٞ مَّقۡبُوضَةٞۖ ﴾ فالآية تدل على أن الرهن
إنما يؤخذ في السفر.
لكن جاء في الحديث
الذي بعده أن الرسول صلى الله عليه وسلم رهن في الحضر، رهن درعه عند يهودي.
الصفحة 1 / 779