بَابُ: فَسْخِ الحَجِّ إِلَى العُمْرَةِ
عَنْ جَابِرِ بْنِ
عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: أَهَلَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
وَأَصْحَابُهُ بِالْحَجِّ، وَلَيْسَ مَعَ أَحَدٍ مِنْهُمْ هَدْيٌ غَيْرَ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَطَلْحَةَ.
وَقَدِمَ عَلِيٌّ
رضي الله عنه مِنَ الْيَمَنِ، فَقَالَ: أَهْلَلْتُ بِمَا أَهَلَّ بِهِ النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم.
فَأَمَرَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ أَنْ يَجْعَلُوهَا عُمْرَةً،
فَيَطُوفُوا ثُمَّ يُقَصِّرُوا وَيَحِلُّوا، إلاَّ مَنْ كَانَ مَعَهُ الْهَدْيُ.
فَقَالُوا:
نَنْطَلِقُ إِلَى مِنًى، وَذَكَرُ أَحَدِنَا يَقْطُرُ؟!
فَبَلَغَ ذَلِكَ
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا
اسْتَدْبَرْتُ مَا أَهْدَيْتُ، وَلَوْلاَ أَنَّ مَعِي الْهَدْيَ لَأَحْلَلْتُ!!».
وَحَاضَتْ
عَائِشَةُ، فَنَسَكَتِ الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا، غَيْرَ أَنَّهَا لَمْ تَطُفْ بِالْبَيْتِ
فَلَمَّا طَهُرَتْ
وَطَافَتْ بِالْبَيْتِ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، يَنْطَلِقُونَ بِحَجٍّ
وَعُمْرَةٍ، وَأَنْطَلِقُ بِحَجٍّ؟!
فَأَمَرَ عَبْدَ
الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ أَنْ يَخْرُجَ مَعَهَا إِلَى التَّنْعِيمِ، فَاعْتَمَرَتْ
بَعْدَ الْحَجِّ([1]).
*****
فَسْخ الحج إلى العمرة: هو الخروج من الحج إلى العمرة. يعني: يُحَوِّل حجه إلى عمرة.
الصفحة 1 / 779