×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

بَابُ: العِدَّةِ

*****

العِدة تابعة للطلاق.

العِدة: هي تَرَبُّص يُقصد به العلم ببراءة الرحم في الغالب.

يعني: من مقاصد العِدة وحِكمها العلم ببراءة الرحم من الحَمْل. وذلك للمطلقة، فتتربص وتنتظر حتى تَعلم براءة رحمها؛ لئلا تنكح وهي حامل، فتختلط الأنساب.

ومن الحِكم في العِدة: أن فيها احترامًا للزوج المفارق، بأن يُجْعَل له حرمة من المدة تتزوج بعده بآخَر، ولا يتزوجها رجل آخر مباشرة بعد الطلاق، ففي هذا حرمة المطلق، وحرمة المفارق.

وفيها حِكم كثيرة، وفيها - كما سبق - إتاحة الفرصة للزوج أن يُراجِع، إذا كان الطلاق رجعيًّا.

فالحِكم في العدة الواضحة لنا:

أولاً: العلم ببراءة رحم المرأة المطلقة لئلا تختلط الأنساب.

ثانيًا: فيها إتاحة الفرصة للزوج المطلق أن يراجعها، إذا كان الطلاق رجعيًّا.

ثالثًا: فيه احترام حق الزوج المطلق، بأن يُجْعَل مدة فاصلة بين الزواج القديم والزواج الجديد.

والعِدة على قسمين:

عِدة من فراق في الحياة، عِدة من مفارقة في الحياة.

وعِدة من مفارقة بالموت، وتسمى عِدة الوفاة.


الشرح