عَنْ سُبَيْعَةَ الأَسْلَمِيَّةِ أَنَّهَا كَانَتْ
تَحْتَ سَعْدِ بْنِ خَوْلَةَ - وَهُوَ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَكَانَ
مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا - فَتُوُفِّيَ عَنْهَا فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، وَهِيَ
حَامِلٌ، فَلَمْ تَنْشَبْ أَنْ وَضَعَتْ حَمْلَهَا بَعْدَ وَفَاتِهِ.
فَلَمَّا تَعَلَّتْ مِنْ نِفَاسِهَا تَجَمَّلَتْ
لِلْخُطَّابِ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا أَبُو السَّنَابِلِ بْنُ بَعْكَكٍ - رَجُلٌ مِنْ
بَنِي عَبْدِ الدَّارِ - فَقَالَ لَهَا: مَا لِي أَرَاكِ مُتَجَمِّلَةً؟!
لَعَلَّكِ تُرَجِّينَ لِلنِّكَاحِ! وَاللهِ مَا أَنْتِ بِنَاكِحٍ حَتَّى يَمُرَّ
عَلَيْكِ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرٌ!!
قَالَتْ سُبَيْعَةُ: فَلَمَّا قَالَ لِي ذَلِكَ،
جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي حِينَ أَمْسَيْتُ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله
عليه وسلم فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَأَفْتَانِي بِأَنِّي قَدْ حَلَلْتُ حِينَ
وَضَعْتُ حَمْلِي، وَأَمَرَنِي بِالتَّزْوِيجِ إِنْ بَدَا لِي.
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَلاَ أَرَى بَأْسًا أَنْ
تَتَزَوَّجَ حِينَ وَضَعَتْ، وَإِنْ كَانَتْ فِي دَمِهَا، غَيْرَ أَنَّهُ لاَ
يَقْرَبُهَا زَوْجُهَا حَتَّى تَطْهُرَ.
*****
هذا حديث سُبَيْعة
الأسلمية؛ أنها كانت تحت سعد بن خَوْلة رضي الله عنه، وكان من المهاجرين، وممن شهد
بدرًا، وتُوفي رضي الله عنه في حَجة الوداع، وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه
وسلم: «لَكِنِ الْبَائِسُ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ يَرْثِي لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى
الله عليه وسلم أَنْ مَاتَ بِمَكَّةَ»([1])، وهو قد هاجر منها.
فهذه امرأته، لما تُوفي - في الحال - وضعت حملها، تُوفي عنها وهي حامل، فوضعت حملها، وفهمت أنها بوضع حملها خرجت من العِدة - عِدة الوفاة - وتزينت؛ لأنها خرجت من العِدة.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1628).