×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

بَابُ: التَّمَتُّعِ

*****

 قال رحمه الله: «بَابُ التَّمَتُّعِ»، التمتع: المراد به التمتع بالعمرة إلى الحج. هذا هو التمتع، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿فَإِذَآ أَمِنتُمۡ فَمَن تَمَتَّعَ بِٱلۡعُمۡرَةِ إِلَى ٱلۡحَجِّ فَمَا ٱسۡتَيۡسَرَ مِنَ ٱلۡهَدۡيِۚ فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ ثَلَٰثَةِ أَيَّامٖ فِي ٱلۡحَجِّ وَسَبۡعَةٍ إِذَا رَجَعۡتُمۡۗ تِلۡكَ عَشَرَةٞ كَامِلَةٞۗ ذَٰلِكَ لِمَن لَّمۡ يَكُنۡ أَهۡلُهُۥ حَاضِرِي ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ [البقرة: 196].

التمتع بالعمرة إلى الحج معناه: أن يُحْرِم بالعمرة في أشهر الحج، ثم إذا وصل إلى مكة، أدى مناسكها ثم تحلل من إحرامه، وحل له ما كان محظورًا بالإحرام. فإذا كان يوم التروية أو يوم عرفة، يُحْرِم بالحج.

سُمِّي هذا تمتعًا: لأنه جَمَع بين نُسُكين في سفر واحد. أو أنه يُحْرِم بالحج ثم يَفسخ النية بعد الطواف والسعي من حج إلى عمرة. وهو ما يُسَمَّى بـ«فَسْخ الحج إلى العمرة»، ثم يُحْرِم بالحج بعد ذلك.

كما أَمَر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بذلك، هم مُحْرِمون بالحج، فلما طافوا وسَعَوْا، أَمَرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يحلقوا رءوسهم، وأن يجعلوها عمرة، وأن يحرموا بالحج بعد ذلك.

هذا هو التمتع بالعمرة إلى الحج، وهو أفضل الأنساك!! لأن النبي صلى الله عليه وسلم أَمَر به أصحابه، وتمنى أن يكون مثلهم لولا أنه ساق الهَدْي الذي يمنعه من الإحلال، فدل على أن هذا هو أفضل أنواع النسك الثلاثة، التي هي: التمتع، أو القِران، أو الإفراد. وعَرَفنا معنى التمتع.


الشرح