بَابُ: الأَضَاحِي
*****
الأضاحي من الذبائح التي يُتقرب بها إلى الله
سبحانه وتعالى.
لأن الذبائح على
قسمين:
قِسم يُذبح للحم
فقط.
وقِسم يُذبح للتقرب
إلى الله عز وجل، وهو الأضاحي والهَدْي والعقيقة، هذه تُذبح تعبدًا لله عز وجل،
والله جل وعلا يقول: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ﴾ [الكوثر: 2] ويقول: ﴿قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ
ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الأنعام: 162]، فدل على: أن الذبح
على وجه التقرب عبادة، ولا يجوز إلاَّ لله. فمَن ذَبَح لغير الله، فقد أشرك الشرك
الأكبر؛ كالذي يَذبح للأصنام والأوثان والأنصاب، أو يَذبح للجن أو للشياطين أو
للأموات والأضرحة، يَتقرب إليها، كل هذا شرك أكبر. وفي السُّنة: «لَعَنَ اللهُ
مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ»([1]). كما في حديث علي
رضي الله عنه.
فالذبح لغير الله
شرك، شرك أكبر، والذبح لله عبادة عظيمة، ومنها الأضاحي.
والأضاحي: ما يُذبح في يوم
العيد -عيد الضحى أو عيد النحر-، وما بعده من أيام التشريق؛ تقربًا إلى الله جل
وعلا.
وأصله: الاقتداء بإبراهيم صلى الله عليه وسلم، فإن الله أَمَره بذبح ابنه إسماعيل عليه السلام، رأى رؤيا أن الله يأمره أن يَذبح إسماعيل؛ لأن إسماعيل هو أكبر أولاده وجاءه على الكِبَر، فأراد الله أن يمتحنه،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6721)، ومسلم رقم (1649).
الصفحة 1 / 779