×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

بَابُ: الرِّبَا وَالصَّرْفِ

*****

 قال رحمه الله: «بَابُ الرِّبَا»، الربا: مأخوذ من الزيادة، يقال: ربا الشيءُ، إذا زاد.

ومنه قوله تعالى في الأرض: ﴿ٱهۡتَزَّتۡ وَرَبَتۡۚ [فصلت: 39]؛ يعني: ارتفعت بعد أن كانت منخفضة، إذا جاءها المطر ارتفعت بالنبات.

ومنه الربوة، وهي المكان المرتفع.

فالربا في اللغة: هي الزيادة([1]).

وأما في الشرع: فالربا هي زيادة مخصوصة في أموال مخصوصة، بينتها سُنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

والربا محرم بالكتاب والسُّنة والإجماع:

قال تعالى: ﴿وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلۡبَيۡعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰاْۚ [البقرة: 275].

وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ ٱلرِّبَوٰٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ٢٧٨ فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ فَأۡذَنُواْ بِحَرۡبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَإِن تُبۡتُمۡ فَلَكُمۡ رُءُوسُ أَمۡوَٰلِكُمۡ لَا تَظۡلِمُونَ وَلَا تُظۡلَمُونَ [البقرة: 278- 279].

وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَأۡكُلُواْ ٱلرِّبَوٰٓاْ أَضۡعَٰفٗا مُّضَٰعَفَةٗۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ١٣٠ وَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِيٓ أُعِدَّتۡ لِلۡكَٰفِرِينَ [آل عمران: 130- 131].

والسُّنة فيها أحاديث كثيرة تُحَرِّم الربا، وتَنْهَى عنه وتشدد فيه، منها قوله صلى الله عليه وسلم: «لَعَنَ اللهُ آكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَشَاهِدَهُ، وَكَاتِبَهُ»([2])،


الشرح

([1]) انظر: العين (8/ 283)، وتهذيب اللغة (15/195)، والصحاح (6/ 2349).

([2]) أخرجه: مسلم رقم (1597).