بَابُ: السَّلَمِ([1])
*****
«السَّلَمُ» هو نوع من أنواع البيع،
إلاَّ أنه يكون المُثَمَّن - وهو السلعة - مؤجلاً، ويكون الثمن حالاً.
العادة في البيع أن
تكون السلعة موجودة وتباع، إما بثمن حال وإما بثمن مؤجل، هذا هو البيع.
السَّلَم نوع من
أنواع البيع، ولكنه نوع خاص، تكون فيه السلعة مؤجلة والثمن حالاً مقبوضًا في مجلس
العقد. ولذلك سُمِّي بـ«السَّلَم» و«السلف»؛ لأنه يُعَجِّل الثمن
ويُؤجِّل المُثَمَّن، يسلفه؛ يعني: يؤجله.
وهو معاملة نزيهة،
ومعاملة مباحة، وفيها غُنْية عن الربا!! فلو أن أصحاب المصانع وأصحاب المزارع
وأصحاب الثمار، يتعاملون بالسَّلَم، لكان ذلك مندوحة لهم عن الربا والاقتراض
بالربا.
فلو أن أصحاب المصانع
يبيعون إنتاجًا مؤجلاً بثمن حال يقبضونه، ويمولون به المشاريع، ويوفون ذلك من
الإنتاج الذي ينتجه المصنع أو المزرعة أو الشجر، لكان هذا هو الحل الشرعي.
أما إنهم يقترضون
بالربا ليمولوا المصانع والمزارع، فهذا حرام وربا، وما نتج عنه فهو حرام.
فالسَّلَم فيه غُنْية، لو أن المسلمين يتعاملون به لكان فيه غُنْية عن الربا ومندوحة عن الربا.
الصفحة 1 / 779