كِتَابُ الأَيْمَانِ وَالنُّذُورِ
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ
سَمُرَةَ، لاَ تَسْأَلِ الإِمَارَةَ؛ فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ
وُكِلْتَ إِلَيْهَا، وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ
عَلَيْهَا. وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا،
فَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ، وَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ»([1]).
*****
الأيمان: جمع يمين، وهي الحلف بالله عز
وجل.
سُمِّي الحلف يمينًا
لأن العادة أن المتحالفين يمدّ أحدهم يمينه إلى الآخر، فسُمِّي الحلف يمينًا. والمراد
بها: الحلف بالله أو صفة من صفاته سبحانه وتعالى.
فاليمين: هي تأكيد الأمر
بذكرِ مُعَظَّم. اليمين والقَسَم بمعنى واحد.
هذا الحديث نصيحة من
الرسول صلى الله عليه وسلم لهذا الصحابي الجليل، وهو نصيحة لغيره من الأمة.
وفيه مسألتان:
المسألة الأولى: أن الإنسان لا
يَطلب الإمارة، وهي الولاية؛ لأن الوِلاية ابتلاء وامتحان، وقد لا يقوم بها ويحصل
خلل، أو يَضعف عنها.
فلا يُكلِّف نفسه الدخول في شيء قد لا يستطيعه، وهو في عافية.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6622)، ومسلم رقم (1652).