والحلف بالإنسان
العادي أو الشيء العادي: هذا محرم أيضًا؛ كالذي يحلف بأبيه أو بأمه، أو
بالأمانة... أو بغير ذلك، أو بالرسول، فلا يجوز الحلف إلاَّ بالله: «مَنْ كَانَ
حَالِفًا، فَلْيَحْلِفْ بِاللهِ أَوْ لِيَصْمُتْ».
والله جل وعلا
يقول: ﴿وَٱحۡفَظُوٓاْ أَيۡمَٰنَكُمۡۚ﴾ [المائدة: 89] يعني: لا تحلفوا.
وقيل: ﴿وَٱحۡفَظُوٓاْ أَيۡمَٰنَكُمۡۚ﴾ [المائدة: 89]: لا تتركوها بدون
كفارة إذا حَنِثتم؛ لأنه يجب تعظيم اليمين بالله عز وجل.
فإن قال قائل: أليس ورد في بعض
الأحاديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «أَفْلَحَ، وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ»([1])، فحَلَف الرسول صلى
الله عليه وسلم بأبي الشخص؟
فيقال: هذا كان في أول
الأمر، ثم نُسِخ بعد ذلك، فيكون هذا الحديث الذي معنا ناسخًا لما كان من قبل.
سؤال آخَر: قد يقول قائل:
الله جل وعلا في القرآن حَلَف بالمخلوقات: ﴿وَٱلتِّينِ وَٱلزَّيۡتُونِ ١ وَطُورِ
سِينِينَ ٢ وَهَٰذَا ٱلۡبَلَدِ ٱلۡأَمِينِ﴾ [التين: 1- 3]،، فالله حَلَف
بالمخلوقات ﴿لَعَمۡرُكَ﴾ [الحجر: 72]، أقسم بحياة الرسول صلى الله
عليه وسلم، فما الجواب؟
نقول: هذا خاص بالله جل
وعلا، فإن الله يحلف بما يشاء من خلقه، أما نحن فلا يجوز لنا أن نحلف إلاَّ
بالله عز وجل.
وقوله: «فَوَاللهِ مَا حَلَفْتُ بِهَا مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عَنْهَا، ذَاكِرًا وَلاَ آثِرًا»؛ يعني: لا أبدأ أنا بالحلف بغير الله. منذ سمع
([1]) أخرجه: مسلم رقم (11).