باب: مِن الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا
**********
قوله:
باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا: أراد المصنف رحمه الله بهذه الترجمة وما
بعدها أن العمل لأجل الدنيا كالرياء في بطلان العمل إن استرسل معه.كمن يَطلب العلم
لتحصيل وظيفة التعليم؛ كحال أهل المدارس وأئمة المساجد والمجاهدين... ونحوهم، ممن
يَقصد بعمله الصالح أمر دنيا.وقد وقع ذلك كثيرًا، حتى إن منهم مَن يحرص على سفر
الجهاد؛ لأجل ما يحصل له فيه من جهة أمير الجيش، واجتماعه به، وأَمْره له ونهيه،
وقربه منه... ونحو ذلك .
**********
هذا الباب نظير الذي قبله، فالذي يعمل العمل من أعمال الآخرة، لا يريد به
وجه الله، وإنما يريد به طمع الدنيا - فعمله هذا من الشرك. والمراد: الشرك الأصغر.
كالذي يطلب العلم ليحصل على وظيفة الإمام، وظيفة المؤذن، وظيفة المُحتسِب،
وظيفة المعلم. ولا يريد وجه الله بذلك، وإنما يريد طمع الدنيا، فإذا لم يكن على
الوظيفة راتبٌ ما رَغِب فيها ولا قام بها.
والواجب في أعمال الآخرة أن تكون النية فيها خالصة لوجه الله. ولا مانع أن
يأخذ ما يُعْطَى ليستعين به على عبادة الله، لكن لا يكون هذا هو قصده والدافع له.
أما أمور الدنيا فلا مانع أن ينوي عليها أخذ الأجر، فلا مانع أن يبني
جدارًا من أجل الأجرة، أو يخدم شخصًا من أجل الأجرة،
الصفحة 1 / 427