باب ما جاء في كثرة الحلف
**********
قوله:
باب ما جاء في كثرة الحلف أي: من النهي عنه والوعيد.
قوله:
وقول الله عز وجل: ﴿وَٱحۡفَظُوٓاْ
أَيۡمَٰنَكُمۡۚ﴾: قال ابن جرير: أي: لا تتركوها بغير تكفير.
وذَكَر غيره عن ابن عباس: يريد لا تحلفوا. وقال آخرون: ﴿وَٱحۡفَظُوٓاْ
أَيۡمَٰنَكُمۡۚ﴾ عن الحِنْث، فلا تَحْنَثوا ([1]). والمعنى يعم
القولين.
**********
قال رحمه الله: «باب ما جاء
في كثرة الحلف» أي: ما جاء في ذلك من الوعيد؛ لأن كثرة الحلف تدل على التساهل
باليمين، وهذا نقص في التوحيد.
فمناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد: أن التساهل في الحلف نقص
في التوحيد؛ لأن كثرة الحلف تدل على عدم المبالاة، فلو كان يُعظِّم اليمين ويخاف
من الله لما كرر اليمين وأكثر منها.
وكثرة الحلف معناها: الإكثار من الأيمان في كل مناسبة، قال عز وجل: ﴿وَلَا تُطِعۡ كُلَّ حَلَّافٖ مَّهِينٍ﴾ [القلم: 10]، والحَلاَّف: كثير الحلف.
الصفحة 1 / 427