×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

باب ما جاء في كثرة الحلف

**********

قوله: باب ما جاء في كثرة الحلف أي: من النهي عنه والوعيد.

قوله: وقول الله عز وجل: ﴿وَٱحۡفَظُوٓاْ أَيۡمَٰنَكُمۡۚ: قال ابن جرير: أي: لا تتركوها بغير تكفير. وذَكَر غيره عن ابن عباس: يريد لا تحلفوا. وقال آخرون: ﴿وَٱحۡفَظُوٓاْ أَيۡمَٰنَكُمۡۚ عن الحِنْث، فلا تَحْنَثوا ([1]). والمعنى يعم القولين.

**********

قال رحمه الله: «باب ما جاء في كثرة الحلف» أي: ما جاء في ذلك من الوعيد؛ لأن كثرة الحلف تدل على التساهل باليمين، وهذا نقص في التوحيد.

فمناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد: أن التساهل في الحلف نقص في التوحيد؛ لأن كثرة الحلف تدل على عدم المبالاة، فلو كان يُعظِّم اليمين ويخاف من الله لما كرر اليمين وأكثر منها.

وكثرة الحلف معناها: الإكثار من الأيمان في كل مناسبة، قال عز وجل: ﴿وَلَا تُطِعۡ كُلَّ حَلَّافٖ مَّهِينٍ [القلم: 10]، والحَلاَّف: كثير الحلف.


الشرح

([1])  انظر: تفسير ابن أبي حاتم (4/ 1195).