باب ما جاء في الإقسام على الله
**********
الإقسام على الله هو: الحلف على الله.
فإذا أقسم العبد على الله بأنه لا يَرحم عباده، ولا يَغفر لهم ولا يُدْخِل
أحدًا منهم الجنة، فهذا محرم، وهو سوء أدب مع الله عز وجل؛ لأن معناه أنه يَحْجُر
على الله عز وجل، ولا أحد يمنع الله من أن يتصرف في خلقه، وأن يَرحم مَن شاء،
ويعذب مَن شاء.
فالذي يَفعل ذلك قد أساء الأدب مع الله، وتَنَقَّص اللهَ سبحانه وتعالى،
وكان بذلك مُخِلًّا بتوحيده.
فلذلك عَقَد المصنف رحمه الله هذا الباب، وأجمل في الترجمة، فقال: «باب ما جاء في الإقسام على الله»؛ لأن
الإقسام على الله له احتمالان:
الاحتمال الأول: ما كان فيه حَجْر على الله عز وجل في تصرفاته. وهذا
ممنوع وحرام ومُخِل بالعقيدة.
الاحتمال الثاني: ما كان على وجهِ حُسْن الظن بالله أن يَفعل الخير، وأن
يَغفر لعباده، وأن يسقيهم المطر، وأن ينصرهم على الأعداء. فهذا لا بأس به؛ لأنه من
حسن الظن بالله.
وقد جاء في الحديث: «إِنَّ مِنْ
عِبَادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ» ([1]).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «رُبَّ أَشْعَثَ، مَدْفُوعٍ بِالأَْبْوَابِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ» ([2]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3703)، ومسلم رقم (1675).
الصفحة 1 / 427