×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

قوله: باب ما جاء في الإقسام على الله: ذَكَر المصنف فيه حديث جُنْدَب بن عبد الله رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قَالَ رجل: وَاللهِ لاَ يَغْفِرُ اللهُ لِفُلاَنٍ، فقال الله عز وجل: مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لاَ أَغْفِرَ لِفُلاَنٍ، إِنِّي قَدْ غَفَرْتُ له، وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ» ([1]). رواه مسلم.

قوله: «يَتَأَلَّى» أي: يحلف، والأَلِيَّة، بالتشديد: الحلف.

وصح من حديث أبي هريرة، ورواه أبو داود عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كَانَ رَجُلاَنِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مُتَوَاخِيَيْنِ، فَكَانَ أَحَدُهُمَا يُذْنِبُ، وَالآْخَرُ مُجْتَهِدٌ فِي الْعِبَادَةِ، فَكَانَ لاَ يَزَالُ الْمُجْتَهِدُ يَرَى الآْخَرَ عَلَى الذَّنْبِ فَيَقُولُ: أَقْصِرْ، فَوَجَدَهُ يَوْمًا عَلَى ذَنْبٍ فَقَالَ لَهُ: أَقْصِرْ، فَقَالَ: خَلِّنِي وَرَبِّي أَبُعِثْتَ عَلَيَّ رَقِيبًا؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ لاَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ، أَوْ لاَ يُدْخِلُكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ، فَقَبَضَ أَرْوَاحَهُمَا، فَاجْتَمَعَا عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ فَقَالَ لِهَذَا الْمُجْتَهِدِ: أَكُنْتَ بِي عَالِمًا، أَوْ كُنْتَ عَلَى مَا فِي يَدِي قَادِرًا؟ وَقَالَ لِلْمُذْنِبِ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي، وَقَالَ لِلآْخَرِ: اذْهَبُوا بِهِ إِلَى النَّارِ» ([2]).

قوله: وفي حديث أبي هريرة أن القائل رجل عابد: يشير إلى قوله في هذا الحديث: «وَالآْخَرُ مُجْتَهِدٌ فِي الْعِبَادَةِ».

وفيه معنى قوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سُخْطِ اللَّهِ، مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا تَبْلُغُ، فَيَكْتُبُ اللهُ لَهُ بِهَا سَخَطَهُ إلى يَوْمِ يَلْقَاهُ» ([3]).

**********


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2621).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (4901)، وأحمد رقم (8292).

([3])  أخرجه: الترمذي رقم (2319)، وابن ماجه رقم (3969)، وأحمد رقم (15852)، والحاكم رقم (136).