باب: مَن جَحَد شيئًا من الأسماء والصفات
**********
قوله:
باب مَن جَحَد شيئًا من الأسماء والصفات، وقول الله تعالى: ﴿وَهُمۡ
يَكۡفُرُونَ بِٱلرَّحۡمَٰنِۚ﴾ الآية سبب نزول الآية معلوم، وهو أن قريشًا جحدوا
اسم «الرحمن» عنادًا قال. عز وجل: ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱللَّهَ أَوِ
ٱدۡعُواْ ٱلرَّحۡمَٰنَۖ أَيّٗا مَّا تَدۡعُواْ فَلَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ﴾ [الإسراء: 110]،
فـ ﴿ٱلرَّحۡمَٰنَۖ﴾ اسمه وصفته،
فالرحمة وصفه القائم به.فإذا كان المشركون جحدوا اسمًا من أسمائه الذي دل على
كماله تعالى، فجحدوا معناه كجحود لفظه؛ فإن الجهمية يزعمون أنها لا تدل على صفة
قائمة بالله تعالى! وتَبِعهم على ذلك طوائف من المعتزلة والأشاعرة؛ فلهذا كَفَّرهم
كثير من أهل السُّنة.
قال
العَلاَّمة ابن القيم رحمه الله تعالى:
ولقد تَقَلَّد كُفْرَهم خمسون في **** عشر من العلماء
في البُلدانِ
واللالكائي الإمام حكاه عنـ **** ـهم بل حكاه قبله
الطبراني
فإن
هؤلاء الجهمية ومَن وافقهم من أهل الكلام على التعطيل - جحدوا ما وَصَف الله به
نفسه، ووَصَفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم، من صفات كماله ونعوت جلاله.
وبَنَوْا
هذا التعطيل على أصل فاسد أَصَّلوه من عند أنفسهم، ولم يفهموا من صفات الله إلا ما
فهموه من خصائص صفات المخلوقين.
الصفحة 1 / 427