×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

باب ما جاء في منكري القدر

**********

قوله: باب ما جاء في منكري القدر أي: من الوعيد.

**********

قال رحمه الله: «باب ما جاء في منكري القدر» أي: من الوعيد الشديد وبيان حكمهم.

والقَدَر: هو ما قَدَّره الله سبحانه وتعالى في الأزل وكَتَبه في اللوح المحفوظ، مما يَجري في هذا الكون، من أول الخليقة إلى آخرها. فلا يَجري شيء إلا وقد قَدَّره الله عز وجل وكتبه في اللوح المحفوظ، وشاءه وخَلَقه سبحانه وتعالى.

والإيمان بالقضاء والقدر هو أحد أركان الإيمان الستة، التي وردت في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، في قصة مجيء جبريل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وسؤاله، وأصحابُه حاضرون، كما سيأتي. فهو أحد أركان الإيمان الستة، مَن لم يؤمن به فقد جحد ركنًا من أركان الإيمان، ومَن جَحَد ركنًا من أركان الإيمان لم يكن مؤمنًا.

والقضاء والقدر من أفعال الله سبحانه وتعالى وتدبيراته.

وقد ذَكَر العلماء أن الإيمان بالقضاء والقدر يتضمن أربع مراتب:

المرتبة الأولى: أن الله عَلِم كل شيء في الأزل قبل أن يخلق السماوات والأرض، عَلِم ما كان وما سيكون سبحانه وتعالى.

المرتبة الثانية: أنه كَتَب ذلك في اللوح المحفوظ، فما من شيء يقع إلا وهو مكتوب في اللوح المحفوظ.

المرتبة الثالثة: أن الله شاء حدوث هذه الأشياء، فحدثت ووقعت بمشيئته وإرادته سبحانه وتعالى.


الشرح