×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

باب ما جاء في المُصوِّرين

**********

قوله: باب ما جاء في المُصوِّرين أي: من الوعيد.

وقد ذَكَر النبي صلى الله عليه وسلم العلة، وهي المضاهاة بخلق الله؛ لأن الله عز وجل له الخلق والأمر، فلا يجوز أن يُشَّبَه بشيء من خلقه سبحانه؛ لِما فيه من المضاهاة بخلق الله.

**********

 قال رحمه الله: «باب ما جاء في المُصوِّرين» يعني: من الوعيد الشديد.

والتصوير: هو إيجاد الصورة. وصورة الشيء: شكله. والله سبحانه وتعالى هو الذي صَوَّر المخلوقات، قال عز وجل: ﴿وَصَوَّرَكُمۡ فَأَحۡسَنَ صُوَرَكُمۡ [غافر: 64]، ومن أسمائه سبحانه: المُصوِّر. فالتصوير من أفعال الله سبحانه وتعالى.

والذي يُصوِّر الصور يريد بذلك محاكاة ومشابهة الصورة التي خلقها الله سبحانه وتعالى، فهو بفعله هذا يحاول مشابهة الله ومضاهاة الله في خلقه وفعله. وهذا إساءة أدب مع الله عز وجل، وهو نقص في التوحيد.

ومن ناحية أخرى: فإن التصوير وإيجاد الصور وسيلة إلى الشرك، كما حدث في الأمم السابقة!!

فإن قوم نوح إنما حدث فيهم الشرك بسبب الصور التي نصبوها لما مات رجال من الصالحين: وَد، وسُوَاع، ويَعُوق، ويَغُوث، ونَسْر؛ كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما في صحيح البخاري، قال: «صَارَتِ الأَوْثَانُ الَّتِي كَانَتْ فِي قَوْمِ نُوحٍ فِي العَرَبِ بَعْدُ، أَمَّا وَدٌّ كَانَتْ لِكَلْبٍ بِدَوْمَةِ الجَنْدَلِ، وَأَمَّا سُوَاعٌ كَانَتْ لِهُذَيْلٍ، وَأَمَّا يَغُوثُ فَكَانَتْ لِمُرَادٍ،


الشرح