×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

باب لا يقول: عبدي وأَمَتي

**********

قوله: باب لا يقول: عبدي وأَمَتي في الصحيح: عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمْ: أَطْعِمْ رَبَّكَ وَضِّئْ رَبَّكَ، وَلْيَقُلْ: سَيِّدِي مَوْلاَيَ، وَلاَ يَقُلْ أَحَدُكُمْ: عَبْدِي أَمَتِي، وَلْيَقُلْ: فَتَايَ وَفَتَاتِي وَغُلاَمِي»([1]).

هذه الألفاظ المنهي عنها وإن كانت تطلق لغة، فالنبي صلى الله عليه وسلم نهى عنها تحقيقًا للتوحيد وسدًّا لذرائع الشرك؛ لما فيها من التشريك في اللفظ لأن الله هو رب العباد جميعهم، فإذا أُطْلِق على غيره ما يُطْلَق عليه تعالى، وقع الشبه في اللفظ. فينبغي أن يُجتنب هذا اللفظ في حق المخلوق من أجل ذلك.

فأرشدهم صلى الله عليه وسلم إلى ما يقوم مقام هذا اللفظ، وهو قوله: «سَيِّدِي مَوْلاَيَ».

وكذلك قوله: «لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمْ: عَبْدِي أَمَتِي»؛ لأن العبيد عبيد الله، والإماء إماء الله. قال عز وجل: ﴿إِن كُلُّ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ إِلَّآ ءَاتِي ٱلرَّحۡمَٰنِ عَبۡدٗا الآية [مريم: 93].

**********

 هذه الأبواب يُشْبِه بعضها بعضًا، كلها من باب تعظيم الله عز وجل والتأدب معه، وأنه لا يقال في حقه ما يقال في حق المخلوقين؛ ولذلك ساقها المصنف على نسق واحد؛ لأنها يُشْبِه بعضها بعضًا.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2414)، ومسلم رقم (2249).