باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه
**********
قوله:
باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه، وقول الله تعالى: ﴿وَأَوۡفُواْ
بِعَهۡدِ ٱللَّهِ إِذَا عَٰهَدتُّمۡ وَلَا تَنقُضُواْ ٱلۡأَيۡمَٰنَ بَعۡدَ
تَوۡكِيدِهَا﴾ الآية: قال العماد ابن كثير: وهذا مما يأمر الله
عز وجل به، وهو الوفاء بالعهود والمواثيق، والمحافظة على الأيمان؛ ولهذا قال: ﴿وَلَا
تَنقُضُواْ ٱلۡأَيۡمَٰنَ بَعۡدَ تَوۡكِيدِهَا﴾ هذه الأيمان
المراد بها الداخلة في العهود والمواثيق، لا الأيمان الواردة على حث أو منع.
قوله:
﴿إِنَّ
ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا تَفۡعَلُونَ﴾ [النحل: 91]: تهديد ووعيد.
**********
قال رحمه الله: «باب ما جاء
في ذمة الله وذمة نبيه» الذمة: هي العهد، قال عز وجل: ﴿لَا
يَرۡقُبُونَ فِي مُؤۡمِنٍ إِلّٗا وَلَا ذِمَّةٗۚ﴾ [التوبة: 10] الإل:
يعني القرابة، والذمة: العهد، «ذمة الله»:
عهد الله، «وذمة رسوله»: عهد رسوله
صلى الله عليه وسلم.
وقوله: «باب ما جاء في ذمة
الله وذمة نبيه» أي: من المنع من إعطاء ذمة الله وذمة رسوله.
وهذا الباب مثل الأبواب السابقة في الأيمان؛ لأن العهد من الأيمان، لكنه
يمين خاص؛ ولذلك أفرده المصنف بهذا الباب؛ لأن الاستهانة بذمة الله ورسوله نقص في
التوحيد، والوفاء بذمة الله وذمة رسوله إكمال للتوحيد.
الصفحة 1 / 427