باب لا يُسأل بوجه الله إلا الجنة
**********
قوله:
باب لا يسأل بوجه الله إلا الجنة ذَكَر فيه حديث جابر - رواه أبو داود - قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ يُسْأَلُ بِوَجْهِ اللَّهِ، إِلاَّ
الْجَنَّةُ» ([1]).
وهنا
سؤال، وهو أنه قد ورد في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عند مُنصرَفه من الطائف
حين كَذَّبته ثَقيف، دعا بالدعاء المأثور: «اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ
قُوَّتِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ، أَرْحَمَ
الرَّاحِمِينَ، أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، إِلَى مَنْ تَكِلُنِي، إِلَى
عَدُوٍّ يَتَجَهَّمُنِي أَوْ إِلَى قَرِيبٍ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي، إِنْ لَمْ تَكُنْ
غَضْبَانَ عَلَيَّ فَلاَ أُبَالِي، غَيْرَ أَنَّ عَافِيَتَكَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ
بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتُ، وَصَلَحَ عَلَيْهِ أَمْرُ
الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ، أَنْ تُنْزِلَ بِي غَضَبَكَ أَوْ تُحِلَّ عَلَيَّ
سَخَطَكَ، لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ
بِكَ» ([2]).
والحديث
المروي في الأذكار: «اللَّهُمَّ أَنْتَ أَحَقُّ مَنْ ذُكِرَ، وَأَحَقُّ مَنْ
عُبِدَ...»، وفي آخره: «أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ
السَّمَاوَاتُ وَالأَْرْضُ» ([3]).
ونحوه
في الأحاديث المرفوعة.
فيحتمل
أن هذا فيما يكرهه العبد لا فيما يحبه ويتمناه. ويحتمل غير هذا. والله أعلم.
**********
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (1671)، والبيهقي في الشعب رقم (3537).
الصفحة 1 / 427