باب: قول الله تعالى: ﴿يَظُنُّونَ
بِٱللَّهِ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ
ظَنَّ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِۖ
يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ مِن شَيۡءٖۗ
قُلۡ إِنَّ ٱلۡأَمۡرَ
كُلَّهُۥ لِلَّهِۗ﴾ [آل عمران: 154].
**********
قوله:
[باب قول الله عز وجل: ﴿يَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَيۡرَ
ٱلۡحَقِّ ظَنَّ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ مِن
شَيۡءٖۗ قُلۡ إِنَّ ٱلۡأَمۡرَ كُلَّهُۥ لِلَّهِۗ﴾]، وهذه الآية
ذَكَرها الله عز وجل في سياق قوله في ذكر وقعة أُحُد: ﴿ثُمَّ
أَنزَلَ عَلَيۡكُم مِّنۢ بَعۡدِ ٱلۡغَمِّ أَمَنَةٗ نُّعَاسٗا يَغۡشَىٰ طَآئِفَةٗ
مِّنكُمۡۖ﴾ [آل عمران: 154]، يعني: أهل الإيمان والثبات
والتوكل الصادق، وهم الجازمون بأن الله عز وجل ينصر رسوله صلى الله عليه وسلم
وينجز مأموله؛ ولهذا قال: ﴿وَطَآئِفَةٞ قَدۡ أَهَمَّتۡهُمۡ
أَنفُسُهُمۡ﴾ [آل عمران: 154]، يعني: لا يغشاهم النُّعَاس من
القلق والجزع والخوف، ﴿يَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَيۡرَ
ٱلۡحَقِّ ظَنَّ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِۖ﴾؛ كما قال عز وجل: ﴿بَلۡ
ظَنَنتُمۡ أَن لَّن يَنقَلِبَ ٱلرَّسُولُ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِلَىٰٓ أَهۡلِيهِمۡ أَبَدٗا﴾ [الفتح: 12].
وهكذا
هؤلاء، اعتقدوا أن المشركين لما ظهروا تلك الساعة ظنوا أنها الفيصلة وأن الإسلام
قد باد وأهله.
وهذا
شأن أهل الرَّيب والشك، إذا حصل أمر من الأمور تحصل لهم هذه الأمور الشنيعة.
**********
هذا الباب باب عظيم، فيه وجوب
حُسْن الظن بالله عز وجل؛ لأن هذا هو التوحيد. وفيه النهي عن سوء الظن بالله عز
وجل؛ لأنه منافٍ للتوحيد.
الصفحة 1 / 427