×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

باب مَن هَزَل بشيء

فيه ذِكر الله أو القرآن أو الرسول

**********

قوله: باب مَن هَزَل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول، أي: فقد كَفَر.

وقول الله عز وجل: ﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُمۡ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ الآية.

قال العماد ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره: «قال أبو مَعْشَر المدني، عن محمد بن كعب القُرَظِي وغيره: قالوا: قال رجل من المنافقين: ما أرى قراءنا هؤلاء إلا أرغبنا بطونًا، وأكذبنا ألسنة، وأجبننا عند اللقاء! فرُفِع ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ارتحل وركب ناقته، فقال: يا رسول الله ﴿إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ، فقال: ﴿أَبِٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ إلى قوله: ﴿مُجۡرِمِينَ، وإن رجليه لتنسفان الحجارة، وما يلتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو متعلق بنِسْعة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قوله: ﴿لَا تَعۡتَذِرُواْ قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡۚ أي: بهذا المقال الذي استهزأتم به، ﴿إِن نَّعۡفُ عَن طَآئِفَةٖ مِّنكُمۡ نُعَذِّبۡ طَآئِفَةَۢ [التوبة: 66] أي: لا يُعْفَى عن جميعكم، ولابد من عذاب بعضكم، بأنهم كانوا مجرمين بهذه المقالة الفاجرة الخاطئة». انتهى.


الشرح