×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

باب: مَن أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله

أو تحليل ما حرمه فقد اتخذهم أربابًا من دون الله

**********

قوله: باب مَن أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله، أو تحليل ما حرمه؛ فقد اتخذهم أربابًا من دون الله: فيه إشارة إلى قوله عز وجل: ﴿وَقَالُواْ رَبَّنَآ إِنَّآ أَطَعۡنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلَا۠ [الأحزاب: 67].

**********

 قوله: «باب مَن أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله، أو تحليل ما حرمه؛ فقد اتخذهم أربابًا من دون الله» هذه الترجمة مأخوذة من قوله عز وجل في اليهود والنصارى: ﴿ٱتَّخَذُوٓاْ أَحۡبَارَهُمۡ وَرُهۡبَٰنَهُمۡ أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ [التوبة: 31]، ولكن ليس فيها ذِكر الأمراء.

فالشيخ رحمه الله يشير إلى الآية الأخرى في سورة الأحزاب: ﴿وَقَالُواْ رَبَّنَآ إِنَّآ أَطَعۡنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلَا۠ حيث يَدخل فيها طاعة الأمراء والرؤساء. وهذا من فقهه رحمه الله.

والأصل وجوب طاعة أُولي الأمر في غير معصية الله؛ لقوله عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ [النساء: 59].

فالواجب طاعة العلماء والأمراء؛ لأنهم هم أُولو الأمر، إلا إذا أَمروا بمعصية الله، فلا طاعة لهم حينئذٍ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الخَالِقِ» ([1]) وهذا يشمل العلماء والأمراء، ويشمل كل أحد.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (1095)، والحارث في مسنده رقم (602)، والطبراني في الكبير رقم (367).