باب قول الله تعالى:
﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ
يَزۡعُمُونَ أَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ
أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ
يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوٓاْ إِلَى ٱلطَّٰغُوتِ وَقَدۡ أُمِرُوٓاْ أَن
يَكۡفُرُواْ بِهِۦۖ
وَيُرِيدُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَن يُضِلَّهُمۡ ضَلَٰلَۢا بَعِيدٗا ٦٠ وَإِذَا
قِيلَ لَهُمۡ تَعَالَوۡاْ
إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ رَأَيۡتَ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ
يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودٗا
٦١ فَكَيۡفَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم
مُّصِيبَةُۢ
بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡ
ثُمَّ جَآءُوكَ يَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنۡ أَرَدۡنَآ إِلَّآ
إِحۡسَٰنٗا وَتَوۡفِيقًا ٦٢﴾ [النساء: 60- 62].
**********
قوله:
باب قول الله تعالى: ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ
يَزۡعُمُونَ أَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن
قَبۡلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوٓاْ إِلَى ٱلطَّٰغُوتِ وَقَدۡ أُمِرُوٓاْ أَن
يَكۡفُرُواْ بِهِۦۖ﴾ الآية.
قال
العماد ابن كثير: «والآية ذامة لمن عَدَل عن الكتاب والسُّنة، وتحاكم إلى ما
سواهما من الباطل، وهو المراد بالطاغوت ها هنا».
وكل
مَن عَبَد شيئًا دون الله بأي نوع كان من أنواع العبادة؛ كالدعاء والاستغاثة -
فإنما عَبَد الطاغوت.
فإن
كان المعبود صالحًا كانت عبادة العابد له واقعة على الشيطان الذي أَمَره بعبادته
وزَيَّنها له؛ كما قال عز وجل: ﴿وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعٗا
ثُمَّ يَقُولُ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ أَهَٰٓؤُلَآءِ إِيَّاكُمۡ كَانُواْ يَعۡبُدُونَ
٤٠ قَالُواْ سُبۡحَٰنَكَ أَنتَ
وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمۖ بَلۡ كَانُواْ يَعۡبُدُونَ ٱلۡجِنَّۖ أَكۡثَرُهُم بِهِم
مُّؤۡمِنُونَ ٤١﴾ [سبأ: 40- 41]، وقال عز وجل: ﴿وَيَوۡمَ
نَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعٗا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشۡرَكُواْ مَكَانَكُمۡ أَنتُمۡ
الصفحة 1 / 427