×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

باب: التسمي بـ «قاضي القضاة» ونحوه

**********

قوله:باب التسمي بقاضي القضاة ونحوه.

قوله: في الصحيح: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ أَخْنَعَ اسْمٍ عِنْدَ اللهِ رَجُلٌ تَسَمَّى مَلِكَ الأَْمْلاَكِ»، «لاَ مَالِكَ إِلاَّ اللهُ عز وجل » ([1])؛ لأن هذا اللفظ إنما يَصْدُق على الله، فهو مَلِك الأملاك؛ لأنه هو المَلِك في الحقيقة، له المُلْك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، يتصرف في الملوك وغيرهم بمشيئته وإرادته؛ كما قال عز وجل: ﴿قُلِ ٱللَّهُمَّ مَٰلِكَ ٱلۡمُلۡكِ تُؤۡتِي ٱلۡمُلۡكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ ٱلۡمُلۡكَ مِمَّن تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُۖ بِيَدِكَ ٱلۡخَيۡرُۖ الآية [آل عمران: 26].

فلا ينبغي أن يُعَظَّم المخلوق بما يُشْبِه ما يُعَظَّم به الخالق جل وعلا. وما كان مثل ذلك فيُنْهَى عنه؛ كالذي ترجم به المصنف؛ لأنه لا يَصْدُق هذا المعنى إلا على الله، فلا يصلح أن يُسمَّى به المخلوق؛ لأن كل لفظ يقتضي التعظيم والكمال لا يكون إلا له تعالى وتقدس، دون غيره.

قوله: «قَالَ سُفْيَانُ: «مِثْلُ شَاهَانْ شَاهْ»»: عند العجم عبارة عن «مَلِك الأملاك»؛ ولهذا مَثَّل به سفيان.

قوله: وفي رواية: «أَغْيَظُ رَجُلٍ عَلَى اللهِ»، أَغْيَظ: من الغيظ، وهو مثل الغضب والبغض، فيكون بغيضًا إلى الله مغضوبًا عليه.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (5852)، ومسلم رقم (2143)