×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

باب: قول الله تعالى:

﴿يَعۡرِفُونَ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكۡثَرُهُمُ

ٱلۡكَٰفِرُونَ [النحل: 83].

**********

قوله: باب قول الله تعالى: ﴿يَعۡرِفُونَ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكۡثَرُهُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ الآية:

قال ابن جرير: فإن أهل التأويل اختلفوا في المَعْنِيِّ بالنعمة. فذكر عن سفيان، عن السُّدي: ﴿يَعۡرِفُونَ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكۡثَرُهُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ قال: محمد صلى الله عليه وسلم ([1]). وقال آخرون: بل معنى ذلك أنهم يعرفون أن ما عَدَّد الله عز وجل ذكره في هذه السورة من النعم - مِن عند الله، وأن الله هو المنعم عليهم بذلك، ولكنهم ينكرون ذلك، فيزعمون أنهم وَرِثوه عن آبائهم.

وأخرج عن مجاهد: ﴿يَعۡرِفُونَ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكۡثَرُهُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ قال: هي المساكن والأنعام، وما يُرْزَقون منها، والسرابيل من الحديد والثياب، يعرف هذا كفار قريش، ثم ينكرونه بأن يقولوا: هذا كان لآبائنا فوَرَّثونا إياه ([2]).

**********

قال رحمه الله: «باب قول الله تعالى: ﴿يَعۡرِفُونَ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكۡثَرُهُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ »، هذه آية من سورة النحل، قبلها قوله عز وجل: ﴿فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا عَلَيۡكَ ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ [النحل: 82].


الشرح

([1])  أخرجه: الطبري في تفسيره (14/ 157).

([2])  أخرجه: الطبري في تفسيره (14/ 158).