×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

باب: ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله

**********

قوله: باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، مَنْ حَلَفَ بِاللَّهِ فَلْيَصْدُقْ، وَمَنْ حُلِفَ لَهُ بِاللَّهِ فَلْيَرْضَ، وَمَنْ لَمْ يَرْضَ بِاللَّهِ، فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ» ([1]). رواه ابن ماجه بسند حسن.

قوله: «لاَ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ»: تقدم أنه لا يجوز الحلف بغير الله في حق كل أحد.

قوله: «مَنْ حَلَفَ بِاللَّهِ فَلْيَصْدُقْ»: وهذا مما أوجبه الله على عباده، قال عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّٰدِقِينَ [التوبة: 119]، وقال: ﴿إِنَّمَا يَفۡتَرِي ٱلۡكَذِبَ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِ‍َٔايَٰتِ ٱللَّهِۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰذِبُونَ [النحل: 105].

قوله: «وَمَنْ حُلِفَ لَهُ بِاللَّهِ فَلْيَرْضَ، وَمَنْ لَمْ يَرْضَ بِاللَّهِ، فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ»: هذا من حق المسلم على المسلم، أن يَقبل منه إذا حَلف له معتذرًا. والحديث يدل على الوجوب. ومن حقه عليه أن يُحْسِن به الظن إذا لم يتبين كذبه؛ كما في الأثر عن عمر: «ولا تظنن بكلمة خرجت من امرئ مسلم شرًّا، وأنت تجد لها في الخير مَحْمَلاً» ([2]).

وهو من حُسْن الخلق، ومكارم الأخلاق، وكمال العقل، وقوة الدين.

**********


الشرح

([1])  اخرجه: ابن ماجه رقم (2101).

([2])  أخرجه: المحاملي في الأمالي (ص:395).