باب لا يُرَد مَن سأل بالله
**********
ظاهر
الحديث النهي عن رد السائل إذا سأل بالله.
ويحتمل
أن يكون المراد فيما لا مشقة فيه على المسئول ولا ضرر، فيكون من باب مكارم الأخلاق
ومعالي الشيم.
وربما
كان السائل محتاجًا أو مضطرًّا، فيجب أن يُعْطَى ما سأله، ويأثم المسئول بمنعه،
فيؤخذ من ماله أضعاف ما مَنَع على وجه يكرهه.
فباعتبار
هذه الأمور، ينبغي لمن أعطاه الله نعمة أن يؤدي حق الله فيها، ويُعْطِي مَن سأله
من فضول نعمة الله عليه، خصوصًا إذا سُئل بالله تعالى، فيكون إعطاؤه تعظيمًا لمن
سُئل به، وهو الله عز وجل.
قوله:
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنِ
اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ، وَمَنْ سَأَلَ بِاللَّهِ فَأَعْطُوهُ، وَمَنْ
دَعَاكُمْ فَأَجِيبُوهُ، وَمَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ،
فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ، فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا
أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ» ([1])، رواه أبو داود،
والنَّسَائي بسند صحيح
قوله:
«مَنِ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ»: تعظيمًا لله عز وجل وتقربًا إليه بذلك.
قوله: «وَمَنْ دَعَاكُمْ فَأَجِيبُوهُ»: هذا من حقوق المسلم على المسلم، ومن أسباب الألفة وسلامة الصدر، وإكرام الداعي.
الصفحة 1 / 427