قوله:
«وَمَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ»، أي: ينبغي المكافأة على
المعروف، وهو من مكارم الأخلاق، وفيه السلامة من البخل وما يُذم به.
قوله:
«فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ، فَادْعُوا لَهُ»، فيه أن الدعاء يقوم
مقام المكافأة في حق مَن لم يجد ما يكافئ به.
قوله:
«حَتَّى تَرَوْا» بضم التاء، أي: تظنوا.
وفي
رواية أبي نَهِيك عن ابن عباس: «مَنْ سَأَلَكُمْ بِوَجْهِ اللَّهِ فَأَعْطُوهُ» ([1]).
**********
قال رحمه الله: «باب لا يُرَد مَن سأل بالله»، ومناسبة
هذا الباب في كتاب التوحيد أنه يجب احترام أسماء الله سبحانه وتعالى.
والسؤال بالله معناه: الإقسام بالله عز وجل. فإذا قال السائل: «أسألك بالله» فمعناه: أُقسم عليك بالله.
لأن الباء للقَسَم، والله عز وجل يقول: ﴿وَٱتَّقُواْ
ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ﴾ [النساء: 1]، فقوله:
﴿تَسَآءَلُونَ بِهِۦ﴾ يدل على جواز
السؤال بالله عز وجل. وأن مَن سأل بالله فإنه يُشْرَع له أن يُعْطَى ما سأل؛ لأن
ذلك تعظيم لله عز وجل، وهذا من كمال التوحيد.
وعدم إعطاء السائل بالله هذا نقص في التوحيد؛ لأنه لما جَعَل الله سبحانه وتعالى في سؤاله وأقسم به، فإن إبرار المُقْسِم بالله من تعظيم حرمات الله عز وجل.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (5108)، وأحمد رقم (2248)، وأبو يعلى رقم (2536).