×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

باب النهي عن سب الريح

**********

قوله: باب النهي عن سب الريح، عن أُبَي بن كعب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ تَسُبُّوا الرِّيحَ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مَا تَكْرَهُونَ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرِّيحِ وَخَيْرِ مَا فِيهَا وَخَيْرِ مَا أُمِرَتْ بِهِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الرِّيحِ وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُمِرَتْ بِهِ» ([1]). صححه الترمذي؛ لأن الريح خَلْق من خلق الله مَُدَبَّر، وإنما تَهُب بمشيئة الله وقدرته، فيرجع السب إلى مَن خَلَقها وسَخَّرها.

وأرشد النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى أن يقولوا ما ذُكِر في الحديث، وهو سؤاله تعالى خيرها وخير ما فيها، والاستعاذة به من شرها وشر ما فيها.

وقد شَرَع الله لعباده أن يسألوه ما ينفعهم، ويستعيذوا به من شر ما يضرهم، وأن يكون ذلك منهم عبودية لله وحده، وطاعة له، وإيمانًا به. وهذه حال أهل التوحيد والإيمان، خلافًا لحال أهل الشرك والبدع.

**********

هذا الباب من جنس الأبواب السابقة، التي فيها النهي عن كل ما فيه إضافة الأشياء إلى غير الله عز وجل؛ لأن الأمور كلها بيد الله سبحانه وتعالى، وهو خالقها ومُدَبِّرها، فتضاف إليه سبحانه وتعالى ولا تضاف إلى غيره، ولا إضافة

سب ولا إضافة مدح؛ لأن في ذلك تنقصًا لله عز وجل، وإسناد الأمور إلى غيره.


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2252)، وأحمد رقم (21138).